خلفية تاريخية:
بعد أن وقعت الأراضي الفلسطينية التي تبقت من فلسطين التاريخية (الضفة الغربية وقطاع غزة) تحت الاحتلال الإسرائيلي عام 1967م، عمدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى فرض قيود على النظام التعليمي، حيث أبقت على كتب المناهج الأردنية في مدارس الضفة الغربية، وعلى كتب المناهج المصرية في مدارس قطاع غزة بعد أن ألغت منها بعض الكتب مثل كتاب التربية الوطنية، وحذفت كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، واستبدلت بكلمة "فلسطين" حيثما وردت كلمة "إسرائيل"، وانتهجت سياسة تقوم على إلزام الطلبة والمعلمين بما ورد في هذه الكتب دون زيادة، ومن جهة أخرى قامت بدفع رواتب متدنية للمعلمين دون أي حافز يحفزهم على الإبداع والإشراف على أنشطة مدرسية خارجة عن هذه الكتب، الأمر الذي أدى إلى انعدام النشاطات المدرسية الثقافية والفنية والعلمية، ومنها المسرح المدرسي، واقتصر الأمر على الأنشطة الرياضية المحدودة داخل أسوار المدرسة.
ومع قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية وتوليها زمام العملية التعليمية في العام 1994م وضعت وزارة التربية والتعليم خطة النهوض بالعملية التعليمية، ومنها النشاطات المدرسية، فأنشأت إدارة عامة للأنشطة الطلابية مهمتها وضع الخطط الكفيلة بالكشف عن مواهب الطلبة وإبداعاتهم في شتى المجالات، ومن ثم العمل على تنميتها ومتابعتها.
واقع المسرح المدرسي:
ان الواقع الذي يعيشه طلبة فلسطين بكل أبعاده جعل من حياتهم اليومية حياة حافلة بالقصص والمواقف، ناهيك عن العديد من الأمور والقضايا الاجتماعية التي تفرض نفسها على المجتمع الفلسطيني، كل ذلك ساهم في خلق بيئة يمكن أن تكون مسرحا لمسرح متجدد، سواء في المدينة المحاصرة، أو المخيم المزدحم، أو حتى القرية المهمشة.
بكل هذه الأطياف تنوع المجتمع الفلسطيني ولكل حكايته الخاصة ومسرحه الخاص.
ورغم هذا وذاك يعد المسرح المدرسي في فلسطين فقيرا جدا إلى العديد من المقومات التي تدعم إنتاج وإخراج أعمال مسرحية من طلبة المدارس أنفسهم، ويعود ذلك إلى أسباب عديدة أهمها:
رغم ما ذكر إلا أن المحاولات لإنتاج أعمال مسرحية ليست معدومة بشكل مطلق في المدارس الفلسطينية في الوقت الحاضر، فهناك من المعلمين من يهتم ويؤمن بقدرة المسرح على صنع التغيير، وبشكل فردي استطاع هؤلاء تبني بعض القضايا المجتمعية والقيمية والتربوية، وبالتعاون مع الطلبة الموهوبين في مدارسهم وتمكنوا من إنتاج بعض الأعمال المسرحية المتواضعة التي كانت تعرض في احتفالية نهاية العام الدراسي، أو اليوم المفتوح أو غيره من المناسبات المحلية، دون ادني تغيير أو تعديل، وقد لا يتجاوز عدد العروض للعمل المسرحي الواحد مرة أو اثنتين.
يكاد يقتصر ذلك على المدارس الخاصة، وبعض من المدارس الحكومية، في حال توفر العوامل المساندة لإنتاج هذا العمل.
ولا بد في هذا المقام من التنويه إلى أن هناك العديد من المؤسسات المحلية المختصة في مجال المسرح عملت وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بشكل فردي ومرتجل، على تأهيل بعض المعلمين المهتمين دون وضع خطط للمتابعة أو التطوير المستقبلي، لذلك كانت معظم البرامج المنفذة من قبل المؤسسات الشريكة غير مؤثرة بالشكل المطلوب.
وبقي هذا الواقع مستمرا منذ تولي السلطة الوطنية الفلسطينية زمام العملية التعليمية الى عام 2010م.
بعد ذلك أخذت الإدارة العامة للأنشطة الطلابية على عاتقها تطوير المسرح المدرسي في مدارس فلسطين، حيث عمدت الى إدخال العديد من البرامج التي تهدف إلى توعية المجتمع الفلسطيني بأهمية المسرح المدرسي.
بوصفه:
وفي هذا الإطار تم التعاقد مع العديد من المؤسسات المحلية المعنية بتطوير كوادر من المعلمين، يستطيعون نقل مفردات ومهارات المسرح التعليمي إلى الطلبة بالطرق السليمة، كما أدرج المسرح المدرسي ضمن الخطة السنوية للإدارة العامة للنشاطات الطلابية، على شكل مسابقة سنوية تفسح المجال لجميع طلبة المدارس للمشاركة في إنتاج أعمال مسرحية بواقع عمل مسرحي واحد على الأقل في كل مدرسة.
وعلى صعيد آخر تمت المشاركة بأعمال مسرحية تم إنتاجها من الطلبة أنفسهم بالتعاون مع عدد من المؤسسات المسرحية في العديد من المهرجانات المسرحية الدولية منها:
الرؤية:
إيجاد مسرح مدرسي يفسح المجال أمام الطلبة والمعلمين لإظهار قدراتهم وإبداعاتهم، ومن ثم التعبير من خلاله عن قضايا تربوية ومجتمعية، تمسهم والمحيط الذي يعيشون فيه، وصولا إلى خلق جيل واع بأهمية المسرح كوسيلة تعبيرية.
ولتحقيق ذلك نرى أنه لا بد من اتخاذ الخطوات الآتية: